القران الكريم

الاثنين، 3 مايو 2010

الحق بر والديك قبل فوات الاوان

قال لي صاحبي : ((هل مات والدك.....؟

هل جربت هذا الإحساس من قبل...؟

إذا لم تكن جربته فتعال معي أصفه لك....

بين عشية وضحاها يختفي من حياتك من كان سبباً في حياتك, يختفي ويترك خلفه مئات الذكريات التي تملأ

عقلك وقلبك، يختفي فجأة دون سابق إنذار، وهذا دأب


الموت دائماً يأتي على حين غفلة ولا يفرق بين كبير أو صغير.

تصحوا على الخبر المزعج أن( أباك اوأمك) قد مات وأنت لا تصدق؛ لقد كان معي منذ أيام وكنا نتكلم في

الزواج والبيت والأسرة وكان يملأ البيت ضحكاً بتعليقاته الساخرة.

الذي لا تعرفه أيها الحبيب - أو ربما تعرفه ولكن تتجاهله- هو أن البشر كل البشر لا يدركون قيمة ما يملكون

إلا حين يفقدونه، وأنت لن تدرك قيمة ( أبيك اوأمك )إ لا

حين تفقده -لا قدّر الله- عندها تسترجع ذكرياتك معه وتسأل نفسك سؤالاً واحداً ولكنه يحمل دوي آلاف المدافع

في عقلك وكيانك كله.......


هل ماتو وهم عني راضين...؟

هل لا زال يذكر أخطائي وإساءاتي معه أم أنه عفا عني بقلبه الرحيم، قلب الأم و الأب الذي لا يحمل ضغينة

لأبنائه مهما فعلوا معه؟

إن كان عفا عني فكيف لي أن أعرف وهل كان من الممكن أن أبلغ منزلة أعلى من هذه المنزلة معه

وإن كان يذكر أخطائي وفي قلبه شيء من ناحيتي فكيف لي أن أعرف أيضا؟ وهل من الممكن أن أكفر عن هذا

الذنب؟)).
انتهى كلام صاحبي عند هذه النقطة ولم يستطع أن يكمل كلامه بعد أن أجهش بالبكاء وأنا أنظر إليه في شفقة

وأعذره لأن وقع المصيبة كان شديداً عليه, وتذكرت

لحظتها "إياس بن معاوية" لما ماتت أمه بكى، فقيل له ما يبكيك, قال: (كان لي بابان مفتوحان من الجنة فأغلق

واحد وإني لأرجو ألا يغلق الآخر حتى أدخل أنا و أبي سوية إلى الجنة)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق